تعرفت بشخص عبر النت، وأصبحنا نتحدث ساعات عبر الهاتف، أقنعني بحبه وقال لي: «أنت زوجتي أمام الله». وقلت له: «زوَّجتُك نفسي». وهو قال: «قبلتُ». لا أعلم هل كان بجانبه أحدٌ كشهود أم لا، ولكني لم أسمع أو أعلم بوجود أحد، ثم بدأ يطلُب أن يعاشرني معاشرةً جنسيةً عبر الهاتف، وكنت أوافقه، وعندما كنت أعترض كان يقول أن هذا حقُّه كزوج، مع العلم أننا لم نتقابل مطلقًا، كل علاقتنا كانت عبرَ الهاتف.
وتشاجرنا مرة وقال لي: «أنت طالق». وبعدها قال: «أنت زوجتي وأنا راجعتك». ولما طلبت منه أن يكلم والدي تهرب مني واختفى تمامًا، ولكن دون أن يطلقني.
وبعدها تقدَّم لي شخص متدين وتزوجته زواجًا شرعيًّا، وأنجبت منه طفلًا، ولكن ذِكرى الماضي تُؤلمني، ولا أدري: هل الزواج الأول كان صحيحًا وزواجي الثاني هذا باطلٌ لأن الأول لم يطلقني؟ لا أدري أنا موسوسة جدًّا وأصبحت أتمنى الموت لأتخلص من التفكير.
أرجو من فضيلتك سرعةَ الرد وتفصيل الإجابة ليطمئن قلبي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد استزلك الشيطان وأوقعك في شعابه، واستجبت لغوايته وفتنته.
إن من أبجديات الشريعة أن مثل هذه الزواج الذي افتقد الوليَّ والشهود، ولم يتجاوز أن يكون مكالمةً عبر الهاتف، في غيبة من الضمير والدِّين، وفي حضور من الشياطين- أنه زواج باطل، فأين ذهب عقلُك وحلمك ورشدك؟!
ولقد كانت النتيجة أن خان عهدك، وتنكر لصلته بك، فما هو إلا ذئبٌ بشريٌّ سطَا على فريسة سهلة، فقضى منها وطره، ثم راح وتركها ليبحث عن فريسة أخرى!
هذا الزواج الماضي باطل، وما دمت لم تلتق به قطُّ فلا يلزم استبراءُ الرحم بحيضة قبل الارتباط بزواج شرعي.
وبقي أنه يلزمك التوبةُ النصوح، وأن تتعلمي من العلم الشرعي ما يقيكِ من الوقوع في مثل هذه الرزايا. والله تعالى أعلى وأعلم.