يا دكتور صلاح، كنت قد قرأت في أحد مواقع الفتوى منذ فترة أنه إذا قال أحد الأشخاص لزوجته هذه الكلمة «يا أرملة» يقع الطلاق، واليوم فكرت في الموت، وبسبب الوسواس القهري الذي أعاني منه في الطلاق، بمجرد أن فكرت في الموت قفزت إلى ذهني هذه الكلمة «أرملة»، ولكني لم أنطقها، ولكن جاءني الوسواس لعدة دقائق ثم ذهب، واليوم عدت وفكرت مرة ثانية في الموضوع، فقلت في نفسي أني سوف أبحث على «جوجل» حتى أتأكد مما قرأته منذ فترة، وفكرت أن أبحث بهذه الجملة «وصف الزوجة بالأرملة» في جوجل، وأثناء بحثي جاءني الوسواس، وشككت أنني نطقت هذه الجملة «وصف الزوجة بالأرملة»، ولكني قلت لنفسي حتى إن كنت نطقتها فليس هناك مشكلة، ثم جاءني الوسواس مرة أخرى في النية، أي لو كنت نطقتها فماذا كانت نيتك وقتها، وهل كنت تفكر في زوجتك وقتها أم في شيء آخر، ولكني كنت فقط أفكر في كيفية البحث داخل محرك البحث جوجل، وبسبب هذه الوساوس استمررت في التفكير في هذه الجملة «وصف الزوجة بالأرملة»، وظللت أعيد في الموقف محاولة مني لكي أعرف هل أنا كنت أفكر في زوجتي وقتها أم لا، وأثناء تفكيري في ذلك شعرت وكأنني ربما نطقت هذه الجملة أو جزءًا منها مرة أخرى. فهل إذا كنت نطقت هذه الجملة «وصف الزوجة بالأرملة» في هذا السياق الذي ذكرته في السطور الماضية، سواء كنت أفكر في زوجتي في المرة الأولى أو في المرة الثانية، هل يقع بسبب قول هذه الجملة شيءٌ؟ حيث إنني أخشى كثيرًا فكرة الطلاق، ولذلك تهاجمني هذه الأفكار دائمًا حينما أفكر أو أتحدث في أي شيء، وأنا والله العظيم ويشهد الله أني لم أنطق مثل هذه الكلمات سواء كانت صريحة أو كناية، سواء على سبيل الجد في الطلاق أو على سبيل الهزل في الطلاق، ولكن كل هذا يحدث لي بسبب هذا الوسواس، وكثرة التفكير في هذا الموضوع.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا يقع عليك بما ذكرت شيء من الطلاق، ووصيتي أن تبعد عن مواقع الفتوى التي تتحدث عن الطلاق؛ لأنك ستقف على اجتهادات كثيرة، توقعك في كثير من الشتات والحيرة.
إذا نزلت بك نازلة، سل عنها من تثق في دينه وعلمه من أهل الفتوى، واتبع فتواه وأغلق ملفها، بارك الله فيك، وخلاصة الفقه في باب الوساوس والطلاق قاعدتان:
– لا يحاسب الله على الوساوس والخطرات ولا يقع بمثلها طلاق.
– والمبتلى بالوساوس لا يقع طلاقه، ولو صرَّح به، وسمعه الناس جميعًا، إلا إذا قصد إليه عن رضًا وطمأنينة؛ لأنه مستغْلَق عليه طوال الوقت بسبب الوساوس، و«لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقٍ»(1). والله تعالى أعلى وأعلم.
——————————–
(1) سبق تخريجه.