سمعت من بعض العلماء في مصر أنه يجوز مصافحةُ النساء. وقال آخرون: حرام. هل يجوز للضرورة أن أقلد رأي الذين يجوِّزون مصافحة النساء؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ هو تجنُّبُ المصافحة بين الجنسين الذين لا تربطهما زوجيةٌ ولا محرميَّةٌ، وعدم المبادرة إلى ذلك من قبل المسلم أو المسلمة؛ لما ورد في النصوص من النهي عن ذلك(1).
ولما كان المنعُ من ذلك من باب الوسيلة وسدِّ الذريعة، فإنه يرخص من ذلك فيما تقتضيه الضروراتُ أو الحاجات الماسة التي تنزل منزلتها، كما هو الشأن في كل ما كان تحريمه تحريمَ وسائل، وفي مصافحة الطاعن في السن من الشيوخ والعجائز فسحةُ.
ومن أحرج في موقف أو ألجأته المفاجأة إلى المخالفة فليستغفر الله عز وجل، ويعزم على عدم العودة ما استطاع، قال تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء: 110]. والله تعالى أعلى وأعلم.
———————————-
(1) فقد أخرج الطبراني في «الكبير» (20/ 212) حديث (487)، عن مَعقِل بن يَسَار يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ»، وذكره الألباني في «السلسلة الصحيحة» (226).