كنت أقوم بأداء العمرة والحمد لله، وتوضأت للطواف يا شيخي أكثر من ثلاث مرات وأعيد الوضوء لكي أطمئن، فأنا عندي شكٌّ في الوضوء وخصوصًا عند عمل العُمرة يزداد الشكُّ مائة مرة، وفي آخر مرة توضأت للطواف تهيأ لي خروجُ ريح ولكني لم ألتفت إليه لأنها كانت المرة الرابعة في الوضوء وزوجي ينتظرني، وخشيت من غضبه ولم أُعد الوضوء مرةً رابعةً، والله يا شيخ لم أستطع التمييز هل هذا ريحٌ أم وسوسة، وظني لم يكن ريحًا لأنه لو كان لكنت أعدت الوضوء فورًا. فما رأيك يا شيخي الكريم؟
وإن فسد الطوافُ ماذا علي أن أفعل؟
وقرأت في إحدى فتاويكم أن النكاحَ يكون باطلًا إذا طُفتُ بدون طهارة ولا يحلُّ أن أعاشر زوجي، أم أنا فهمت خطأ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فمن كان يستنكحه الشكُّ مثلكِ على هذا النحو- أي يكثُر عليه- فعليه أن يطرحَ هذا الشكَّ وراءَ ظهره، ولا يلتفت إليه، فما عُولج الوساوس بمثل إطراحه وإهماله، وعدم الالتفات إليه، فما فعلتِيه صحيحٌ، وطوافكِ صحيحٌ، فأغلقي ملف هذا الأمر بارك الله فيك، وسلي الله القبول.
ولم أقل قط: إن من طافت بغير طهارةٍ يكون نكاحُها باطلًا. بل الذي قلته عكس ذلك؛ إذ لا علاقة بين الطواف وصحَّة النكاح أو فساده، فلا تبغِّضي إلى نفسك عبادةَ ربك بهذه الوساوس، بارك الله فيك. والله تعالى أعلى وأعلم.