ذهبت للعمرة والحج، وحصل خطأ ما في الطيران، فأرغمونا بدفع غرامة 300 دولار على الفرد الواحد، وفي الطريق ضاعت الحقائب، وطالبنا الشركة بالعوض، وقدرنا المبلغ المقدر للحقائب 1700 دولار، وفي الحقيقة المبلغ أقل من ذلك، وعلى أية حال دفعوا لنا هذا المبلغ، فما حكم المال الـمُبَالغ فيه، هل نتصدق بما يزيد عن المقدار الحقيقي؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن كانت هذه الغرامة من قبيل الظلم البيِّن الذي لا يُختلف فيه، وأمكن استيفاء الحق عن هذا الطريق أو غيره مع أمن العقوبة وأمن الفتنة- فلا حرج، وأما ما زاد عن التقدير الحقيقي لقيمة المفقودات بعد استقطاع هذا المبلغ فلا وجه لتموُّله والانتفاع به، وإذا لم يمكن ردُّه- وهذا هو الغالب- فإنه يُتصدَّق به في وجوه الخير المختلفة؛ استبراء للذمَّة وتخلصًا من التبعة. والله تعالى أعلى وأعلم.