فضيلة الشيخ، أرجو منك المساعدة في هذه القضية: ما هو المنظور الديني في قضية العمل لوكالة تحصيل الدِّيون؟ فأنا أعمل في كندا لدى شركة تختص في تحصيل الديون عبر الهاتف لحساب شركات مختلفة، من بين هذه الشركات بنوك ربوية. لا أقوم بإضافة أي ربا شخصيًّا، ولكن نظام الشركة يقوم بإضافة الربا إلى كثير أو كل الحسابات التي لدينا بحسب الاتفاق الأصلي بين الزبون والشركة التي تقوم باستخدامنا, أقوم بتحصيل المبلغ كاملًا أو مع بعض الخصومات، مرتبي مدفوع من الشركة التي توظفني.
مع العلم أن دخل شركتنا من الشركات التي توظف خدماتها, ولكنَّ هنالك جزءًا زائدًا على المرتب الأصلي في حالة تجاوُزي لكمية الديون التي يجب عليَّ تحصيلها، وهذا الجزء يُدفع إلى شركتنا من الشركة التي توظف خدماتنا، ونحن نحصل عليه من شركتنا، ما هو حكم هذا النوع من العمل؟ وأضيف أن اسم الشركة NCO Financial Services وأنه يجب علينا البحث عن بعض الأشخاص لاسترجاع الديون منهم. جزاك الله خيرًا، وشكرًا جزيلًا لك.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن تحصيل الديون من المماطلين في ذاته عملٌ مشروع، ولكنه قد يتم بطريقة مشروعة وقد يكون بطريقة غير مشروعة:
• فإن كانت وكالة عن الدائنين مقابل عمولة، كنسبة من الديون مثلًا، فيكون من جنس الجعالة المشروعة.
• أما إذا كان يتمُّ على أساس شراء هذه الديون من أصحابها بمبلغٍ أقلَّ، فهذا من صور بيع الدين غير المشروعة.
ويتوقف حكم العمل في هذه الشركات على الطريقة التي يتمُّ بها هذا التحصيل؛ فإن كان يتمُّ بطريقة مشروعة كان العمل فيه مشروعًا، وإن كان يتم بطريقة غير مشروعة كان العمل فيها غير مشروع. والله تعالى أعلى وأعلم.