أنا رجل ابتليت بالوسواس في أمر الطلاق، وفي بعض الأحيان أجدُ نفسي أتلفَّظ بالطلاق، وأثناء تلفظي أشعر ببرود نفسي يصل إلى حد أني أشعر أنني غير مبال، وبعدها يُصيبني ضِيق لماذا أستهين بها؟ هل شعوري بالاستهانة بالطلاق هذا من الشيطان أم أني شخص سخيف لدرجة أني أستهين بها.
أنا في الحقيقة أحبُّ زوجتي ولا أريد فراقها، وفي بعض الأوقات أكلم نفسي وأقول: لماذا يحصل معي هذا؟ هل أنا لا أستحقُّ العيش في هذه الدنيا؟ هل زوجتي حلال لي أو حرام؟ اختلطت عليَّ الأمور فما عُدت أعرف شيئًا. أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن هذا الوسواس القهري الذي تصفه لا يقع معه طلاق إلا إذا تلفظت به وأنت قاصد إليه، وحسبك هذه الكلمة من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عندما قال: «ثم إن المبتلى بوسواس لا يقع طلاقه حتى لو تلفظ به في لسانه إذا لم يكن عن قصد؛ لأن هذا اللفظ باللسان يقع من الموسوس من غير قصد ولا إرادة، بل هو مُغلق مكره عليه لقوة الدافع وقلة المانع، وقد قال النبيُّ عليه الصلاة والسلام: «لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقِ»(1)، فلا يقع منه طلاق إذا لم يُرِده إرادة حقيقية بطمأنينة، فهذا الشيء الذي يكون مرغمًا عليه الإنسان بغير قصد ولا اختيار فإنه لا يقع به طلاق».
فارفق بنفسك وأخرجها من هذه المحرقة، والتمس علاجك عند بعض الثقات من الأطباء النفسيين. نسأل الله أن يمسح عليك بيمينه الشافية، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.
_____________
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (6/ 276) حديث (26403) ، وأبو داود في كتاب «الطلاق» باب «في الطلاق على غلط» حديث (2193) ، وابن ماجه في كتاب «الطلاق» باب «طلاق المكره والناسي» حديث (2046) ، والحاكم في «مستدركه» (2/ 216) حديث (2802). من حديث عائشة رضي الله عنها، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، وحسنه الألباني في «إرواء الغليل» حديث (2047).