ما حكم العمل في شركة كاريكاتير ورسوم الكرتون الساخرة والإعلام وبعض الأفلام القصيرة الهادفة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن للوسائل حُكم الغايات، وللذرائع حُكم المقاصد؛ فإن كان لهذه الشركة من وراء أعمالها رسالة نبيلة تحملها وتدافع عنها من المشاركة في حراسة الدين أو سياسة الدنيا به، فتكون المشاركة في هذه الوسائل وأمثالها مشروعة، شريطة ألا يتضمن ذلك بغيًا على أحد أو استطالة في عرضه بغير حق؛ فقد قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11].
وإن لم يكن لها هَمٌّ إلا الاستثمار واجتلاب الأرباح، فلعلك تبحث عن شركة ذات رسالة نبيلة توظف من خلالها ملكاتك وقدراتك، وتنأى بك عن المشتبهات التي لا ينبغي الترخص فيها إلا لغاية مشروعة ومصلحة راجحة. والله تعالى أعلى وأعلم.