أريد أن أسأل: هل يجوز لي أن أقترض من بنك ربوي مبلغًا من المال لكي أؤدي به دينًا ربويًّا آخر؛ وذلك مخافة أن تتراكم عليَّ فوائد الدين فلا أقدر على سداده؟ علمًا بأنني اشتريت أثاثًا منزليًّا بقرض بدون فائدة لمدة ستة أشهر فقط وإذا لم أؤد القرض في خلال هذه المدة فإنه تضاف عليَّ فوائد تزداد كلما تأخرت في دفع الدين، ولذلك فكرت أن أقترض قرضًا من البنك أسدد به الدين الأول لكي أحِدُّ من تراكم الفوائد علي فما رأيكم في ذلك؟
وعندي سؤال آخر وهو إذا أردت أن أشتري شيئًا بالمال الحلال الذي أكسبه من عملي، وأريد أن أوفر هذا المال لهذا الغرض ولا أصرف منه أي شيء كدفع أقساط تأجير البيت وفواتير الكهرباء وغير ذلك من الأشياء التي يضيع بها المال، ولكي أحتفظ بمالي الحلال أقترض مالًا من البنك بفائدة ربوية وأدفع به واجبات الكراء وفواتير الكهرباء وغير ذلك من الأشياء التي تأكل المال، علمًا بأن دخلي محدود جدًّا وعلي ديون تثقل كاهلي ولا أوفر أي مبلغ من المال فما رأي الشرع في هذه المسألة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن المشروع في حقك أن تجتهد في الوفاء بدينك بعيد عن الاقتراض الربوي، وإن تلزم نفسك ألا تشتري إلا ما تُطيقه وتقدر على وفائه في ميقاته، وألا تستخدم بطاقات الائتمان إلا عند الحاجة الماسة وفي حدود القدرة على الوفاء؛ فقد قال تعالى:{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا } [الطلاق: 7].
قد عجبت من سؤالك حول الاقتراض الربوي للإنفاق على حاجاتك المعيشية لكي توفر مالًا حلالًا! ولا أدري ما الفرق بين ما تدخره فتريد أن تجعله حلالًا وما تنفقه فلا تبالي بأن يكون حرامًا؟! أليس هذا هو العجب العجاب؟! عافاك الله أيها الموفق من هذا ومن ذاك، وردنا وإياك إليه ردًّا جميلًا. والله تعالى أعلى وأعلم.