يقوم مجمعُ الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بترجمةِ معاني القرآن إلى اللغة العبريَّة، على الرغم من قلة مُستخدميها من جهةٍ، وعدم وجود مسلمين ناطقين باللغة العبريَّة من جهة أخرى، هل يجوز الترجمة إلى العبريَّة؟ بارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإذا كان الإسلامُ هو رحمةَ الله للعالمين، وكان نبيُّنا صلى الله عليه وسلم قد بُعث إلى الناس كافة(1)، فإنه يجبُ إبلاغُ رسالته إلى الناس كافَّةً، وهذا يقتضي فيما يقتضي ترجمةُ معاني كلمات القرآن إلى الناس كافة، بجميع الألسنة التي يتكلم بها البشر.
واليهود جزءٌ من أمَّة الدعوة بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم، فيجب إبلاغهم كما يجبُ إبلاغُ غيرهم كتاب الله عز وجل، وإقامة الحُجَّة عليهم به.
فما فعله مجمعُ الملك فهد من ترجمة معاني القرآن إلى العبرية عملٌ مقدر ومشكور، ونرجو أن يكون في موازين حسنات من شاركوا فيه إن شاء الله. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [سبأ: 28].