بارك الله في هذا الموقع الرائع وسهولة إرسال الفتاوى، والسؤال:
لي صديق عندما يصلي ويصل إلى السجود لا يكاد يضع جبهته وأنفه على الأرض حتى يرفعها مباشرة وبسرعة، حتى أحيانًا قد لا يلصق جبهته وأنفه بالأرض بشكل كاف، أي يلامسه بشكل خفيف، فهل صلاته باطلة على المذاهب الأربعة؟ لأن هذا الأمر خطير لو كانت صلاته باطلة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الطمأنينة من أركان الصلاة، وإذا كان الأمر كما ذكرت من كونه يرفع جبهته بمجرد ملامسة الأرض بدون طمأنينة فإن الصلاة باطلة، والأصل في ذلك ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلَّم على النبي صلى الله عليه وسلم، فردَّ النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام، فقال: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ». فصلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَـمْ تُصَلِّ». ثلاثًا. فقال: والذي بعثك بالحق ما أُحسن غيره فعلمني. قال: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرَ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِـي صَلاَتِكَ كُلِّهَا»(1).
وعليه أن يُبادر إلى تدارك صلاته فإنها أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة(2). والله تعالى أعلى وأعلم.
___________________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الأذان» باب «وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات» حديث (757) ، ومسلم في كتاب «الصلاة» باب «وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، وإنه إذا لم يحسن الفاتحة ولا أمكنه تعلمها قرأ ما تيسر له من غيرها» حديث (397) ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) فقد أخرج الطبراني في «الأوسط» (4/ 127) حديث (3782) من حديث أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُنْظَرُ فِي صَلَاتِهِ، فَإِنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ»، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (1/ 292) وقال: «رواه الطبراني في الأوسط وفه خليد بن دعلج ضعفه أحمد والنسائي والدارقطني وقال ابن عدي: عامة حديثه تابعه عليه غيره»، وذكره الألباني في «السلسلة الصحيحة» (1358).