أسأل الله أن ينفع أمة الإسلام بعلمكم ويتقبل منا ومنكم.
مرسل السؤال لفضيلتكم مُقيم ومتجَنِّسٌ في الولايات المتحدة الأمريكية, وكان قد تقدَّم لخطبة أخت من القاهرة, وبعد أن تبادلَا الحديث عبرَ الهاتف لفترة وبعد الاستخارة مرارًا شرح الله صدريهما بالموافقة، على أن يعقدا بعدَ عيد الفطر إن شاء الله وقدَّر.
سؤال الأخت هو: هل يجوزُ لها وهي مقيمة في القاهرة أن تتزوج وتنتقل للعيش بدولة غالبيتها غير مسلمة؟ وهل على الأخ نفسه شائبة في الاستقرار في أمريكا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلقد ناقَش مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا في دورة انعقاد مؤتمره الثالث هذه المسألة، وأكد قراره فيها على أن الأصل أن يُقيمَ المسلم داخل ديار الإسلام تجنبًا للفتنة في الدين، وتحقيقًا للتناصر بين المؤمنين، وأنه لا تحلُّ له مفارقتها إلا بنية حسنةٍ كطلب العلم أو السعي للرزق أو الفرارِ بالدين ونحوه، شريطة أن يكون قادرًا على إظهار دينه وآمنًا من الفتنة فيه، مع استصحاب قصد العودة متى امتهَدَ له سبيل إلى ذلك، وأن على مسلمي البلادِ غير الإسلامية التشبثُ بالإقامة في تلك البلاد، وإظهار ما يمكنهم إظهاره من شعائر الإسلام، والصبر على ما يصيبهم من بلاء باعتبارهم النواة الأساسية الأقدر على توطينِ الإسلام في هذه المجتمعات.
وصفوة القول أنه لا حرج في هذه الإقامة لمن كان قادرًا على إظهار دينه وآمنًا من الفتنة فيه، فاحرص على أن تكون إقامتُك بجوار مركزٍ إسلامي يُعينك على إقامة الدين، ويمكِّنُك من التواصل مع جماعة المسلمين. واحرِصْ على طلب العلم الشرعي في هذه البلاد من خلال حِلَق العلم في المساجد، ومن خلال الجامعات الإسلامية المفتوحة. ونسأل الله لنا ولكم التوفيق، والله تعالى أعلى وأعلم.