أنا إنسان لدي شكوك ووساوس وأخاف على ديني؛ كنت داخلًا دردشةً كتابية وداخلًا باسم مستعار اسمًا عاديًّا من أجل التسلية، دخلت باسم مجرد وفي قائمة الدردشة قائمة للبحث، إن كتبت على سبيل المثال (عبد) يظهر من داخل الشات عبد الله وعبد الرحمن وعبد الكريم وأي اسم يبدأ بكلمة (عبد).
وفي الشات أناس يكتبون متزوج ومتزوج ومطلق ومطلقة، فكتبت في قائمة البحث كلمة (مطلق)؛ بحيث يخرج لي في البحث أسماء من دخل بهذا الاسم من في الشات ويكتبون عن أنفسهم مطلق أو مطلقة، وليس لي نية أصلًا في إنشاء طلاق وإنما كتبته من أجل البحث والسؤال فقط، ولم أصف نفسي بأني مطلق ولم أسنده لزوجتي وإنما كتبت كلمة مطلق من أجل معرفة الموجودين المتَّصِفين بهذا اللقب.
وعندما كتبت هذه الكلمة عرَضت لي عدت أسماء يصفون نفسهم أنهم مطلقين ومطلقات، وقد قرأت سابقًا أن من كتب كلمة الطلاق حتى وإن كان صريحًا من أجل السؤال أو الفتوى لا يقع أن كان قصده عدم إنشاء طلاق.
وأيضا أحيانًا أقرأ كلامًا وطلبات للزواج؛ حيث بعض الناس يكتب: أريد الزواج من مطلقة أو أرملة. فهل هذا يقع طلاقُه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فما ذكرته لا يقع به الطلاق لتخلُّف القصد إلى إنشاء الطلاق، وقصارى الأمر في أسوء الأحوال أنك أخبرت بالطلاق كاذبًا، ومن أخبر بالطلاق كاذبًا لا يقع طلاقه في أظهر القولين، ولكن لا تَعُدْ لمثل هذه المخادعة مرة أخرى.
ولا تنفق وقتك وعمرك في مثل هذه الدردشات، فإنها مضيعة للأعمار فيما لا طائل تحته، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغ»(1).
هذا بالإضافة إلى ما لا يخفى من كون المشاركة في هذه المواقع من ذرائع الفتنة. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) أخرجه البخاري في كتاب «الرقاق» باب «لا عيش إلا عيش الآخرة» حديث (6412) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.