يا شيخ، أريد أن أسألك سؤالًا عن شيء حصل من حوالي 6 سنوات، أيام الجامعة لم أكن قريبة من الله، وضميري لم يكن كالآن، وأحمد الله أن هداني إليه، والسؤال: كيف لي أن أصلح غشًّا حصل أيام الجامعة؟
أنا أعرف أن الصواب إرجاعُ الحقوق لأصحابها، لكن من الصعب إرجاعُها الآن لتغيُّر الظروف، بالإضافة إلى أنني لا أعرف صاحبَ الحق، طوال الليالي يشغل بالي هذا الموضوع، وتذكرته فجأة، وأرشدني زوجي لأن أسألك. وجزاك الله خيرًا، وتذكرني أنا وزوجي وطفلنا في دعائك.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الله جلَّ وعلا يقبلُ التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات(1).
وما دام هذا الغشُّ لم ينعكس على عملِكِ بقصورٍ أو إساءة، فأرجو أن يكون بعد التوبة في موضع العفو إن شاء الله.
ولعل من المناسب أن تأخذي بعض الدورات لتنمية المهارات المتعلقة بعملك إن رأيت حاجة لذلك، تطويرًا لقدراتك وأدائك، وتعويضًا عما فاتك من تحصيل في أيام الطلب.
ولعل من المناسب كذلك أن تعقدي العزْمَ على تربية الطفل الذي رزقكم الله إياه على الصِّدق والأمانة، وتجنُّب الغش والكذب والتدليس والأخلاق الذميمة، حتى لا يتعرض لمثل ما تعرضْتِ له إن شاء الله.
وأسأل الله أن ينبته نباتًا حسنًا، وأن يجعله من عباده الصالحين. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) قال تعالي: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25]