أنا استفتيت العلماء في أمور خاصة بالطلاق، وأفتوني بعدم وقوع الطلاق، ولكنني دائمًا في شكوك من خوفي، وأقول: ربما وقع الطلاق.
وأنا في حيرة، ولكن لا يوجد يقين وجزم في الأمور التي حدثت لي.
ومشكلتي الأساسية أنه لا يوجد لدي الجراءة للعمل بهذه الفتاوى؛ لخوفي من حدوث الطلاق، وخوفي من عذاب الله يوم القيامة.
وإنني كلما يأتيني تفكير في هذه المواقف في الطلاق أذكر الله وأقرأ القرآن، ولكن يقول الشيطان لي: إنك تقرأ القرآن لكي تهرب من وقوع الطلاق. وإنني أخاف من ذلك. فماذا أفعل؟ وما هي نصيحتُكم لي؟ وهل لابد أن يكون هناك يقينٌ جازم لكي يقع الطلاقُ ولا يلتفت إليَّ الشك في وقوع الطلاق؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فنصيحتي لك أن تطرح الشكَّ، وألا تلتفت إليه، ولا تبني عليه حكمًا، فما عالجت الوسواس القهري بمثل إطراحه وإهماله وعدم الالتفات إليه، وأن تعلم أن اليقين لا يزول بالشك؛ فإن وجود العصمة الزوجية ثابت بيقين، فلا يزول هذا اليقين بمثل هذه الوساوس.
ونصيحتي الأخيرة أن تتخذ الشيطان عدوًّا، وألا تُمكِّنه من نفسك، وألا تثق في نصحه لك فإنه غاشٌّ وكذوب.
ولا بأس بالتماس علاجٍ لعلتك عند بعض الأطباء النفسيين، فـ«فَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ»(1).
أسأل الله أن يمسح عليك بيمينه الشافية، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.
______________________
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/ 413) حديث (3922)، وابن ماجه في كتاب «الطب» باب «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء» حديث (3438) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وذكره الكناني في «مصباح الزجاجة» (4/ 50) وقال: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات».