انتابني حديثُ نفسٍ متخيِّلًا أنِّي ارتبطتُ بامرأةٍ غيرِ زوجتي في المستقبلِ، وأن لفظَ: «طلق زوجتك» مَرَّ بذهني أثناء هذا التَّخيلِ، مع شكِّي بتحرك لساني بما جَالَ بخاطري دون إصدارِ صوتٍ، و لم أسْمعْ أيَّ صوتٍ، فهل لهذا أثرٌ في وُقوعِ الطَّلاقِ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا أَثرَ لِـمَا ذَكرتَ في وُقوع الطَّلاق، فلا يقع الطلاقُ يا بُنيَّ بمثل هذه التَّخيلاتِ والوَساوس، فإنَّ الله تجاوَزَ لهذه الأمَّة عما حدَّثتْ به نفسَها ما لم تعملْ به أو تتكلَّم به(1)، فكل ما دارَ بينكَ وبين نفسِك مِنْ أمر الطَّلاق ولم تتكلَّم به أو تكتبه فإنه لَغْوٌ لا يُعتبرُ في باب الطَّلاق. واللهُ تعالى أعلَى وأعلمُ.
___________________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الطلاق» باب «الطلاق في الإغلاق والكره والسكران والمجنون» حديث (5269)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب» حديث (127) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.