يا شيخ أذكر أنني كنت أقترض مبالغ بسيطة، والآن كبرت وأريد أن أسدد هذا الدَّين لكني لا أعرف أين الذين اقترضت منهم، لأننا افترقنا منذ زمن، وأنا الآن لا أعلم أين هم، فهل أُخرج مبلغًا بنيَّة السداد للمحتاجين؟ علمًا بأني لا أعلم كمَّ المبلغ، أرجوك أفدني يا شيخ.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الحقوق لا تسقط بالتقادم، وإذا لم يُمكنك الوصول إلى أصحاب الحقوق فيشرع لك أن تتصدق بهذا المبلغ لحسابهم، وليوضع لهم في سجل حسناتهم إن شاء الله، وإذا عجزت عن معرفة هذه المبالغ بدقة فاجتهد في ذلك، واعمل بما يغلب على ظنك؛ لأن من عجز عن اليقين في شيء فإنه يعمل فيه بغلبة الظن؛ فإن هذا هو المقدور، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها(1). والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [البقرة: 286].