يا شيخ، أنا حصلت على عمل في محلٍّ بجانب المسجد، لكن صاحبَ المحلِّ يمنعني من الصلاة في المسجد كلَّ الفروض. هل أستطيع أن أُصلِّيَ في المحلِّ وأبقى في عملي أو أترك العمل بالرغم من أن الأعمال سيئة هذه الأيام؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ في الصَّلاة أن تُؤدَّى حيث يُنادى لها، وأنه لا صلاة لجارِ المسجد الذي يسمع النداء إلا في المسجد، وما كان ينبغي لصاحب العمل أن يَحُول بينك وبين أداء الفرائض إلا لضرورة، كالخوف من السَّرِقة ونحوه، ولا ينبغي للعامل أن يستغل فرصة خروجه للصلاة لقضاء مآرب أخرى، ولا أن يفتن صاحب العمل بتلكؤه في ذهابه وإيابه للصلاة، واستهلاك أوقات تزيد عما يلزم لأداء الفريضة، وأن يدرك أن فقهاءنا قد اختلفوا في جواز صلاة النافلة في وقت العمل حرصا منه على حقوق صاحب العمل، لأن حقوق الله مبنية على المسامحة، وحقوق العباد مبنية على المشاحة، وأن العامل لو جاء وقال نسيت وصليت بغير وضوء فإنه يمكن من إعادة الصلاة، ولصاحب العمل أن يستقطع من راتبه ما يقابل المدة التي أعاد فيها الصلاة لأن مصيبة سهوه ينبغي أن تقع على عاتقه وليس على عاتق رب العمل!
والذي يظهر لنا أنك إذا كنت منتبها إلى هذه المعاني وعجزت عن إقناع صاحب العمل بالصلاة في المسجد رغم حرصك واحتياطك لوقت العمل ولحقوق صاحب العمل فابقَ في هذا العمل بقدر حاجتك إليه، وابحث عن بديلٍ لا يُحال فيه بينك وبين عبادة ربِّك. زادك اللهُ حِرْصًا وتَوْفيقًا، والله تعالى أعلى وأعلم.
صلاة جار المسجد في غير المسجد
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 02 الصلاة