سألني أمريكيٌّ مسلم: هل يحقُّ له الإرث من أبيه المسيحي أم لا؟ علمًا بأن حالته الماديَّة سيئة، ويعاني من ظروف مادية قاسية.
وسؤاله الثاني: هو يعاني من مرض السكر، ويشتغل في أعمال البناء، أي أن عمله ميداني، وهو مقيم في فلوريدا حيث الجو الساخن. والسؤال كالآتي: هل يتصدَّق بمال لو أفطَر يومًا من أيام رمضان وما قيمة هذا المال؟ أم أنه يقوم بصوم يوم بديل لليوم الذي أفطره؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإنه «لَا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ شَتَّى»(1). كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن يُمكن أن يَأخذ منه بالوصية، فإن باب الوصية أوسع من باب الميراث، فإن أوصى له أبوه قبل موته بشيءٍ جاز له أخذه على سبيل الوصية.
وعليه- شفاه الله- إذا أفطر يومًا من أيام رمضان بسبب شدة المشقة التي لا يُطيقها، بسبب طبيعة عمله أن يقضِيَ بدلًا من هذا اليوم يومًا آخر، عندما يتيسر له ذلك بإذن الله، إلا إذا قُلتم معاشر الأطباء أن الصوم يضرُّه، ولا ينبغي لمثله أن يصوم، فينتقل الواجب إلى الفدية، وهي إطعام مسكين عن كل يوم، ويقدر هذا بوَجْبَة مُشبعة أو بنصف صاعٍ من طعام، حوالي كيلو ونصف من الأرز مثلًا. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (2/ 178) حديث (6664)، وأبو داود في كتاب «الفرائض» باب «هل يرث المسلم الكافر» حديث (2911)، وابن ماجه في كتاب «الفرائض» باب «ميراث أهل الإسلام من أهل الشرك» حديث (2731)، وذكره ابن الملقن في «خلاصة البدر المنير» (2/135) وقال: «إسناد أبي داود إسناد صحيح»، وذكره الألباني في «صحيح سنن أبي داود» حديث (2911) وقال: «حسن صحيح».