لقد مارست اللواط عدة مرات، ولم أجد من يطبق علي الحد.
إنني أقطن في بلاد لا تُطبَّق فيها الشريعة، ولا يوجد فيها توعيةٌ دينية.
أنا مسلم، ولكنني كلما أردت التوبة لم تمر مدة حتى عدت إلى فعلتي؛ أريد أن أُقتَل ريثما أتوب على الفور. هل يجوز لي أن أُلقي نفسي من مكان شاهق؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فمن أصاب شيئًا من هذه القاذورات والفواحش التي حرمها الله عليه فليستتر بستر الله عليه(1)، وليُحدث توبةً بينه وبين ربِّه، وليُكثر من الأعمال الصالحات؛ فإن الحسنات يُذهبن السيئات(2).
ولا يلزمه أن يسعى لذي سلطان لإقامة الحد عليه، ولا يُشرَع له أن يُقيم الحد على نفسه؛ لأن المخاطَب بإقامة الحد هو السلطان، فاصدق ربك في التوبة، واغسل بدموع الندم وحرقته آثار هذه الخطيئة، وربك واسع المغفرة. والله تعالى أعلى وأعلم.
_____________________
(1) فقد أخرج مالك في «موطئه» (2/825) حديث (1508) مرسلًا عن زيد بن أسلم :، أن النبي ﷺ قال: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ الله، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ الله فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ الله».
وأخرجه الحاكم في «مستدركه» (4/272) حديث (7615)، والبيهقي في «الكبرى» (8/330) حديث (17379)، من حديث عبد الله بن عمر بلفظ: «اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها فمن ألم فليستتر بستر الله »، وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، وذكره ابن الملقن في «خلاصة البدر المنير» (2/303 – 304) وقال: «أسنده الحاكم والبيهقي من رواية ابن عمر بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم».
(2) قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: 114].