أنا طالب مبتعث للدِّراسة في أمريكا، مُقصِّر اللِّحية، وحيث إن برنامج تعلُّم اللُّغَة يتطلَّب الإقامة مع عائلةٍ، وهذه العائلة تسكن في منطقة لا يغلب عليها مهاجرون أو أجانب، فهل يحقُّ لي درءًا للهمز واللمز واستنكار نظرات سكان الحي أن أحلق لحيتي؟ أفتوني جزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن خوفي عليك من الإقامة مع عائلة أجنبيَّة واختلاطك بها أشدُّ من خوفي عليك من تقصير اللِّحية أو حتى حلقها! اللِّحية من سنن الفِطْرة ومن شعائر الدِّين، والأصل إعفاؤها وتوفيرها والمحافظة عليها، ولكن عندما يتعارض ذلك مع ضرورة مُلجِئة أو حاجة ماسة أو مصلحة ظاهرة راجحة لا مدخل فيها للهوى ويقدرها لك أهل الفتوى، فقد يتَّسع النَّظر لتقصيرها أو حتى حلقها مؤقتًا إلى أن تتجاوز ضرورتك أو تقضي ما لا بد لك منه من حاجاتك أو مصالحك.
ولست أرى ما ذكرت يندرج تحت شيءٍ من ذلك! فالنَّاس هنا لا يتندَّرون من أصحاب اللِّحى، لاسيَّما إذا كانت مهذبة وحسنة الهيئة، ولا يستبعدون مَن عَمِلَ بسببها، اللَّهُمَّ إلا ما ندر من بعض الأعمال الخاصَّة والقليلة، ولكن انظر لنفسك مليًّا في مخالطة عائلة غير مسلمة لا يُحِلُّون حلالًا ولا يُحرِّمون حرامًا، ولا يُقيمون لغيرة ولا لعرض وزنًا إلا ما ندر، وإن كان هذا تحت غطاء تعلُّم اللُّغَة وإجادة اللهجة ونحوه، استخر ربَّك كثيرًا، وسبِّحه ليلًا طويلًا، وسَلْه أن يُلهمك الرُّشد في كلِّ ما تأتي أو تَذَر. ونَسْألُ اللهَ لك التَّوفيق والسَّداد، والله تعالى أعلى وأعلم.
حلق اللِّحية تجنبًا للهمز واللمز
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 01 الطهارة