كلنا نعلم اختلاف مشايخنا الكرام حول فرضية أو أفضلية النقاب، وأنا من جهتي أقر بالاثنين.
لكن أريد أن أعرف: هل فعلًا فرضيته تكون فقط بالنسبة للمرأة الجذابة أم لسائر النساء؟ وهل فعلًا أمهاتنا أمهات المؤمنين كن لا يرتدين النقاب كما يردد البعض؟ جزاكم الله عني خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا أعلم مخالفًا من أهل العلم في أن من كانت فائقة الحسن يجب عليها ستر وجهها درءًا للفتنة، سواء أكان ذلك بنقابٍ أو بغيره، ولكن الخلاف في غيرها ممن لم يبلغ حسنها هذا المبلغ، وقد تفاوتت أقوال أهل العلم بين كون ستر وجهها فريضة أو كونه فضيلة.
أما القول بأن ستر الوجه بدعة كما شاع مؤخرًا في بعض الأوساط فهو قول محدث لا نعلم له سلفًا، ولعلهم خلطوا بين سترة الوجه بصفة عامة، وبين خصوص ستره بالنقاب، فالذين ينسب إليهم القول بكراهية النقاب من أهل العلم كانوا ينزعون لمزيد من الستر، وكانوا يرون في النقاب الذي يُظهر عين المرأة أنه من ذرائع الفتن، ويرون أن الأولى هو ستر الوجه بالكلية.
أما أمهات المؤمنين فلا أعلم مخالفًا من أهل العلم على أنهن بعد نزول آية الحجاب كن يسترن وجوههن بالكلية.
زادك الله حرصًا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.