هل يجوز العمل في السفن التجارية الأجنبية، وخصوصًا أن هذه السفن قد تنقل أشياءَ محرمة شرعًا؟
وماذا عن الاشتغال في سفن الصيد البحري، وقد سمعت أن الناس الذين يشتغلون في السفن التجارية الأمريكية يتم إسكانُ رجلٍ مع امرأةٍ في نفس الغرفة المعدة لهما، والتي يأوون إليها على ظهر السفينة. فما رأيكم في هذا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن العملَ في الشركات التي تُسكن كلَّ رجلٍ مع امرأةٍ أجنبية في غرفةٍ واحدة لا يحلُّ، ومثل ذلك من المحكم الذي لا ينبغي أن يختلف فيه ولا أن يُختلف عليه؛ فإنه من خطوات الشيطان وذرائع الزنى، وقد ورد في النهي عن الخلوة بالمرأة الأجنبية نصوصٌ صحيحة صريحة، فكيف بالمبيت معها؟ والإقامة الدائمة معها في غرفة واحدة؟! كقوله ﷺ: «لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ»(1).
ويبدو أن بيئةَ العمل في هذا المجال ملوثة، والفتنة فيها قريبة، فلعل الله أن يرزقك بديلًا آخر، يكون أنقى لكسبك، وأرضى لربك، وأبعد لك عن الفتن وذرائعها. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/18) حديث (114)، والترمذي في كتاب «الفتن» باب «ما جاء في لزوم الجماعة» حديث (2165) من حديث عمر بن الخطاب، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».