هل يجوز لإمام صلاةُ قيامِ الليل بالناس في غير أيام رمضان؛ لإحياء قيام الليل عند الناس، وبالذات في هذه الأيام المباركات؛ لأن قيام الليل من الأعمال الصالحة؟
أرجو الإجابة سريعًا، وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا ينبغي أن يُتَّخذَ ذلك سنةً راتبةً، وإنما إن وقع في بعض الليالي اتفاقًا فلا بأس به. قال شيخ الإسلام ابن تيمية :: «الاجتماع على الطاعات والعبادات نوعان:
• أحدهما: سنة راتبة: إما واجب وإما مُستحبٌّ، كالصلوات الخمس، والجمعة، والعيدين، وصلاة الكسوف، والاستسقاء، والتراويح، فهذا سنة راتبة، ينبغي المحافظة عليها والمداومة.
• والثاني: ما ليس بسُنَّة راتبة: مثل الاجتماع لصلاة تطوع، مثل قيام الليل، أو على قراءة قرآن، أو ذكر الله، أو دُعاء، فهذا لا بأس به إذا لم يُتَّخَذ عادة راتبة؛ فإن النبي ﷺ صلى التطوع في جماعة أحيانًا ولم يُداوم عليه إلا ما ذُكِر، وكان أصحابه إذا اجتمعوا أمَرُوا واحدًا منهم أن يقرأ والباقي يستمعون. فلو أن قومًا اجتمعوا بعض الليالي على صلاة تطوُّع من غير أن يتخذوا ذلك عادة راتبة تُشبِه السنة الراتبة لم يُكره، لكن اتخاذه عادة دائرة بدوران الأوقات مكروه؛ لما فيه من تغيير الشريعة، وتشبيه غير المشروع بالمشروع، ولو ساغ ذلك لساغ أن يُعمل صلاة أخرى وقت الضحى، أو بين الظهر والعصر، أو تراويح في شعبان»(1). اهـ. والله تعالى أعلى وأعلم.
_____________________
(1) «مجموع الفتاوى» (23/133).