فيك يا دكتور صلاح. عندي ألم شديد في أذني، عندما أقوم بثني وإمالة رأسي إلى الأسفل، وبالتالي لا أستطيع الركوع ولا السجود. فكيف أصلي؟ بالله عليك سرعة الإجابة كي أصلي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن القاعدة في التكليف أنه لا يكون إلا في حدود الوُسع والطاقة، وقد قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 286]، وقال ﷺ: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ»(1).
فما عجز المسلم عنه من أركان الصلاة سقط عنه وتحوَّل الوجوب إلى الممكن، فمن عجز عن الركوع أو السجود بقي عليه القيام؛ لأنه متمكن منه، ويستطيع أن يؤدي صلاته كلها قائمًا، مومئًا برأسه إيماءةً خفيفة عند ركوعه أو سجوده حسب وُسعه وطاقته، والحمد لله على توسعته على عباده ورحمته بهم. والله تعالى أعلى وأعلم.