أنا أرملة، زوجي متوفى، ولدينا شقة تمليك مكتوبة باسم المرحوم، وقبل الوفاة ذهب للمحامي ليسجلها بأسماء بناتي وجهَّز الورق ولكن قبل أن يمضي على الورق توفاه الله. فهل يجوز إعادة كتابة عقد الشقة بأسماء البنات مع صاحب الشقة أم لا؟ وجزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد: فإن التوثيق الرسمي ليس هو الذي يُنشئ العقد ولكن يوثقه فقط، فإن كانت الهبة المذكورة مستوفية لشروطها من صحة الواهب وأهليته للتصرف حال الهبة، وتمام حيازتها من الموهوب له أو وكيله، فإنها تُعتبر هبة صحيحة ولو لم تُسجل في السجلات الرسمية، ونقصد بهذا الشرط الأخير أن يتم قبض الهبة وحيازتها، فإن الهبة لا تتمُّ إلا بالقبض، فلابد للموهوب له أن يحوز المال وأن يتصرف فيه تصرُّف المُلَّاك، وأن يرفع المالك يده عنه، فإن كان هذا هو المقصود والذي تدل عليه مجريات الأمور فإنهن يملكن هذه الشقة، ولا مانع من إعادة كتابتها بأسماء البنات، أما إذا تخلَّف ذلك فهي تركة تُقسَّم بين الورثة على وفاق قواعد الميراث. والله تعالى أعلى وأعلم.