بعد التحية والاطمئنان على حضراتكم، ثبت الله خطاكم.
سؤالي: أنا معي مبلغ من المال وأنوي عمل مشروع شخصي حتى أربح منه، والمشروع يتلخص في الآتي: أريد شراء سيارة ملاكي بالتقسيط من أحد معارض السيارات، على أن أدفع مقدمًا لها وأسدد الباقي في شكل أقساط شهرية.
وأنوي تأجير السيارة لشركةٍ تدفع لي مبلغًا ثابتًا بشكلٍ شهري حوالي ثلاثة آلاف وخمسمائة جنيه مصري، حتى أقوم بسداد أقساط السيارة منه والانتفاع بباقي المبلغ لمصروفاتي الشخصية.
ولي شقٌّ آخر من السؤال، وهو:
أن السيارة في أثناء تلك الفترة التي سأتركها فيها للشركة، أيُّ ضرر سيقع على السيارة ستكون الشركة هي المسئولة عن الإصلاح ومتابعة صيانة السيارة على نفقتها، أي أنني كل ما أفعله أنني أحصل فقط على المبلغ المتفق عليه من الشركة دون أي معرفة عن السيارة إلى أن تنتهي فترة التعاقد المتفق عليها، ثم أحصل على السيارة سليمة من خلال جهة التوكيل. فهل هذا النوع من التعامل به أي شيء، أم أتوكل على الله وأنفذ هذا المشروع؟ أفادكم الله، وجزاكم عنا خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا حرج في الشق الأول من سؤالك، فإن هذه إجارة مشروعة، ولكن يبقى أمر حول الشق الثاني، وهو تحمُّل نفقات الصيانة، فإن الأصل أن يتحمَّل المستأجر نفقات الصيانة التشغيلية، ويتحمل المالك نفقات الصيانة الأساسية، ولكنه إذا تبرَّع بها، أو كانت معتبرة عند تقديم القيمة الإيجارية فأرجو ألا حرج في ذلك إن شاء الله.
وبقيت مسألة، وهي أن يد المستأجر على الشيء المؤجَّر يد أمانة، فلا تضمن إلا بالتفريط أو التعدي، فإذا نزلت بالسيارة نازلة ولم تكن بسبب تعدِّي المستأجر أو تفريطه فمصيبتها تقع على مالك السيارة وليس على المستأجر. فأرجو مراجعة العقد في ضوء هذه الملاحظات. والله تعالى أعلى وأعلم.