رجل خريج كلية تربية رياضيَّة، عُرض عليه منصب مدير نادٍ، هل يقبله وهو يعلم بوجود مخالفات شرعيَّة لا يُمكنه تغييرها؟ كوجود بنات مُتبرِّجات، أو أنشطة مختلطة، أو شابات يتجمعن مع شباب بجنبات النَّادي، وأؤكد أنه لا يُمكنه تغيير هذه الـمُنكرات إذ لا يمتلك الصَّلاحية اللازمة لذلك. جزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ أن يزول المرء عن المنكر إذا لم يتمكَّن من إزالته، وقد مدح الله جلَّ وعلا عباد الرحمن بقوله: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ [الفرقان: 72]، وفي تفسيرها قولان: أحدهما أنهم الذين لا يشهدون مشاهد الزور والفجور ونحوه.
ولكن في المسألة ملحظ آخر، يتمثَّل في أن وجود الصَّالحين في هذه المواقع مع حرصهم على استصلاح الأحوال، واجتماع هممهم على تغيير الـمُنكرات ما استطاعوا، فإنهم قد يستطيعون تقليل المفاسد إن لم يستطيعوا إزالتها، وقد يتمكَّنون من إضعاف المنكرت وإن لم يتمكَّنوا من تغييرها بالكُلِّيَّة.
وقد قامت الشَّريعة على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وأن الميسور لا يسقط بالمعسور، فإذا كان وجود مثله في هذا الموقع سيُقلِّل مفاسد هذه الأندية، ويُمكن للصَّالحين فيها، وتبدأ فيها مسيرة الخير ويشتد ساعدها مع الزمن رويدًا رويدًا، فأرجو أن لا حرج مع هذه النِّيَّة الصَّالحة، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.