ما حكم العمل في شركة أمريكية لخدمة الزبائن؟ علمًا بأنها تبيع الخمر ولحم الخنزير كسلع غذائية؟ وما الذي ينبغي عمله في المال المحصول عليه من هذا العمل؟ مع العلم بأن الشخص القائم بالعمل لم يكن يعلم الحكم في عمله هناك.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن كان عمل هذا الشخص لا علاقة له بمباشرة المحرَّمات ولا بتسويقها فلا حرج عليه، و﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾ [المدثر: 38]. أما إذا كان عمله في هذا المجال المحرَّم فتلزمه مفارقةُ هذا العمل والبحث عن عمل مشروع أحلَّه الله ورسوله، وإذا كان لا يجد بديلًا في هذه الفترة وليست له مُدَّخراتٌ للإنفاق على نفسه واضطرَّ للبقاء المؤقَّت في هذه الشركة فَلْيَطْوِ قَلْبَه على كراهية هذا العمل، وَلْيَجِدَّ في البحث عن بديلٍ مشروع، وليعقد عزمه على التحوُّل إلى هذا البديل المشروع عند أول القدرة على ذلك. وأرجو أن يسعه في هذه الفترة الانتقالية عفوُ الله عز وجل .
وأما المال الذي حصل عليه أثناء مباشرته للعمل المحرَّم وجَهْلُه بحُكْمه فأرجو أن يسعه عفوُ الله فيه إن كان مثله يجهل ذلك؛ فقد قال تعالى:﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ﴾ [الأنعام: 19]؛ فالقرآن نذيرٌ على من بلغه. والله تعالى أعلى وأعلم.