سؤالي شيخنا الجليل عن رجلٍ مُوظَّف قام بعمل إجازة بدون مرتبٍ، وحينما انتهت جدَّدها، فلما أراد أن يُجدِّدها للمرَّة الثَّانية أخبروه أن عليه معاشًا أو تأمينات سنتين ماضيتين، فإما أن يدفع المبلغ فورًا، أو يؤجِّل دفع المبلغ مع تحمُّل فوائد التأخير. وهو لا يملك المبلغ حاليًّا، وبالتَّالي فلن يستطيع أن يُسدِّد ذلك المبلغ في الوقت الحالي. فما حكم هذه الفوائد التي تُفرض على المعاشات أو التَّأمينات؟ وماذا يفعل ذلك الرجل؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فزادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، فإن هذه المعاملة على هذا النَّحو معاملة ربويَّة، فإن صورة الرِّبا الجاهليِّ تتلخَّص في هذه العبارة «إما أن تقضي وإما أن تربي»، والاقتراض بالرِّبا لا يُترخَّص فيه إلا عند الضرورات، ولا أرى في هذه الحالة أنها من مواضع الضَّرورة؛ لأن الضَّرورة هي التي يؤدِّي فواتها إلى هلاكٍ أو ما يقاربه، وليس الأمر كذلك في هذه الصورة.
فالرَّأي أن تجتهد في الحصول على قرضٍ حسن من قبل بعض الصالحين، فإن تعذَّر ذلك فاصبر إلى أن يجعل الله لك فرجًا ومخرجًا، والزم الاستغفار، واقرع أبواب ربِّك بشعور العبيد المفاليس؛ فقلَّ مَن قَرَع بابه بهذا الانكسار ثم ردَّه خائبًا.
ونسأل الله جلَّ وعلا أن يجعل لك من ضيقك فرجًا، ومن عسرك يسرًا، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.