جزاكم اللهُ كلَّ خيرٍ على كل ما تُقدِّمونه، وربنا يُوفِّقكم لما يحبه ويرضاه.
كان استفساري بخصوص: أن أمي معها أموال ربوية، وكانت تريد التخلص منها، وأنا فهمت من بعض الفتاوى أنه لا يجوز إعطاء أموال الربا إلى الأصول أو الفروع، حيث إن الأصول أو الفروع تجب النفقة عليهم باستثناء من عليه ديون حالَّة من الأصول أو الفروع ولا يستطيع أن يسددها. والله أعلم.
سؤالي: هل يجوز أن الأم تُعطي بنتها البالغة والمطلقة، أي كانت متزوجة وطُلِّقت، والتي لا تسكن معها، والتي تعمل وتتقاضى مرتبًا شهريًّا كلَّ شهر وليست بحاجة إلى أن الأم تُنفق عليها هذه الأموال الربوية على سبيل التخلص منها؟
وإذا كان لا يجوز يا شيخنا الفاضل رجاءً التوضيح لي كيف والبنت هنا لا يلزم الأم النفقة عليها؟ جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن التخلصَ من الأموال الربوية إنما يكون بتوجيهها إلى أحد المصارف العامة على سبيل التخلص، والبنت التي ليست في نفقة أمها من هذه المصارف إن كانت في حاجة إلى مثل هذا العون؛ لقضاء دين أو استكمال دراسة أو نحو ذلك مما لا يتعلق بالضروريات، ولكن إن كانت ليست بحاجة إلى هذا المال وتأخذه لمجرد الترفه فخير لأمك أن تُوجِّه هذا المال إلى حيث يصادف محلًّا، فيُغيث ملهوفًا، أو يُخرج مضطرًّا من محنته، أو يُفرِّج عن مُعسِر ومأزوم همه وكربته، أو نحو ذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.
