لقد فتحتُ حسابًا وطلب مني العاملُ في البنك فتحَ حسابٍ للتَّقاعد، ولكنني لم أكن أعرف ولست متأكدًا حتى الآن أنه يجلب فوائد، وقد نصحني بعضُ الفقهاء عن طريق بعض النَّاس بعدم غلق الحساب والتَّصدق للفقراء بالفوائد، وأنا في الحقيقة لا أستطيع إغلاقَه لأنني سأُضيع هذه النُّقود إن كانت بيدي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فتستطيع أن تدَّخر أموالك في البنوك وإن كانت رِبَويَّة عند الحاجة إلى ذلك وانعدام البدائل الإسلاميَّة، ولكن تختار الحسابات الجارية التي لا تُنتج لك فوائد عن هذه الإيداعات، أمَّا أن تتقصَّد وَضْعها في حساباتٍ ادِّخاريَّة ثم تأخذ فوائدَها وتتصدَّق بها فليس هذا بالمسلك الرَّشيد؛ فإن ما عند الله لا يُنال بمعصيته، فـ«إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا»(1)، وإنما يَصِحُّ هذا القول بالنِّسْبة لمن تاب من المعاملات الرِّبَوية، وكانت له مُستحقَّات عن فترةٍ سابقة، فهذا يُقال له: لا تترك هذه الفوائد للبنوك تستعين بها على مزيدٍ من معصية الرِّبا، بل خذها ولكن لا تتموَّلها ولا تنتفع بها، بل تخلَّص منها بتوجيهها إلى المصارف العامَّة بنية التَّخلُّص من المال الحرام وليس بنيَّة التَّصدُّق؛ فإن اللهَ طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا، ونرجو أن تُثاب على ذلك ثواب العفة عن الحرام.
زادك اللهُ حِرْصًا وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) أخرجه مسلم (1015).