أنا مسلمة لي ولدان: بنت وولد، اتَّفقنا أنا وزوجي على ألا نُنجب أكثر، نحن من عرب 1948، لا يوجد مستشفيات تخصُّص نسائي، بل ولا يُمكننا اختيار طبيبة بديلة، الأمر مُحرِج ومُخزٍ وصعب عليَّ، ولا يوجد مكانٌ آخر بإمكاني الولادة فيه، بالإضافة إلى أن ولادتي فيها مشاكل، حيث يوجد عندي حساسيَّة قاتلة من مادة ضرورية يستعملها الأطباء في الولادة، وبعد الولادة الثَّانية نقلوني إلى الجراحة وكانت حالةً غريبة على الأطباء، بالإضافة إلى أنني سريعة الغضب وليس لي صبر على الأطفال رغم حبِّي لهم، بارك اللهُ فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن الأولادَ نعمة من الله عز وجل ، وهم مع المال زينة الحياة الدُّنيا(1)، ولا يشعر بهذه النِّعمة إلا فاقدها، وعدم وجود مستشفًى مُتخصِّص للنِّساء لا يُبرِّر قطع النَّسل ومنع الحمل؛ لأن للضَّرورة حكمها.
وعدم صبرك على الأطفال ليس مُبرِّرًا كذلك، فإنما الحِلْم بالتَّحلُّم وإنما الصَّبْر بالتَّصبُّر، ولكن يُمكن تأخير الحمل فترةً حتى تنقه الزَّوجة من نفاسها ورضاعها وتتهيَّأ نفسيًّا لاستقبال الطِّفْل الجديد.
أما منعه بالكلية فلا أرى له وجهًا، خاصَّة أنتم يا أهل فلسطين، وإن مما ميَّز الله به المرأة الفلسطينيَّة أنها امرأة ولود، ولعلَّ هذا لما جرى في علم الله عز وجل مما يتعرَّض له هذا الشَّعب الصَّابر المرابط من البلاء! فاشكري الله على نعمة الولد، وسليه المزيد! وأن يُعينك على القيام بحقوقهم، بارك اللهُ فيك، وزادك حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_____________
(1) قال تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ [الكهف: 46]