أنا سيدة متزوجة منذ أربع سنوات أبلغ من العمر 35 ورزقني الله ولدًا وبنتًا أعمل مدرسة ومرتبي200 دولار شهريًّا عندي ثلاث أخوات وستة إخوة وقبل خمس سنوات عندما تمت خطبتي ذهبت إلى والدي ومارست عليه ضغوطًا كثيرة حتى يعطيني المال لكي أشتري تجهيزات ومستلزمات لي وللعرس، رغم أنني كنت أعمل ولكن لم أكن قد وفرت أي نقود، ولقد أعطاني والدي بعد إلحاح شديد مني خمسة آلاف دولار، كما أخذت منه ذهبًا بقيمة خمسة آلاف دولار. وبعد سنتين تزوجت أختي ولقد وجدت أن والدي أنفق عليها ثلث المبلغ الذي أنفقه علي ولم يعطها ذهبًا، ولقد أحسست بعد ذلك بأن المال الذي أخذته أنا من والدي ليس من حقي فقمت بإرجاع الذهب كاملًا إلى والدي الذي فرح وأخذه مني وشكرني وطيلة السنة الماضية حرمت نفسي من أشياء كثيرة ووفرت من مرتبي 1000 دولار وأعطيتها لوالدي وقلت له إن هذا جزء من المبلغ الذي أخذته منك منذ خمس سنوات ففرح والدي به وأخذه.
السؤال:
هل يجب علي إرجاع 4000 دولار المتبقية إلى والدي علمًا بأن زوجي غير راضٍ على إرجاعي لهذا المال لوالدي ويقول لي: إن والدي غير محتاج لهذا المال وإن بيتي وأولادي في حاجة إلى مرتبي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
لقد أحسنت بإرجاع الذهب إلى والدك، وإعانته على العدل بين أولاده، وإقرار عينه بذلك، أما ما بقي من مبلغ الخمسة آلاف دولار فأرى أن تأتمروا بينكم بمعروف، فإن طابت نفس بقية إخوانك بهذا الحال فلا يلزمك إرجاعه، وإن لم تطب فينبغي السعي لإقامة العدل ما أمكن، ولا يلزم أن يكون ذلك على الفور فإن مَن كان ذا عسرة فنَظِرَةٌ إلى ميسرة، أما الزوج فليس له أن يحول بينك وبين عبودية إقامة القسط، فلقد أرسل الله رسله وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط، وينبغي الحديث إليه في ذلك برفق، وبيان أن هذا من قبيل براءة الذمم وصلة الرحم والإعانة على الخير والله من وراء القصد. والله تعالى أعلى وأعلم.