قام زوجي بإطلاق لحيته، وأنا أشعر بنفور شديد من شكله، ولم أستطع التأقلم على شكله إلى الآن حتى أن الأمر وصل بي لحالة البكاء كلما رأيته، ولكني لا أظهر أمامه باكية، ودائمًا أقول له بأنه يبحث عن المظهر ولا يبالي بالجوهر، وأن الإسلام والتدين يوجب عليه الصلاة بالمسجد في جماعة، وإن فاتته الجماعة يجب أن يصلي الفرض حاضرًا، وهذا أولى من إطلاق اللحية، فكثيرًا ما يؤذِّن الفجرُ، وهو مستيقظ ولا يصليه في المسجد أو في البيت حاضرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن إعفاء اللحية من سنن الفطرة، وهي مما يزين الرجال ليس مما يشينهم، وإن كان زوجك قد قصر في العناية بها تمشيطًا وتطييبًا وتهذيبًا إن اقتضى الأمر فهو الملوم، وإنني على يقين أنك عما قليل ستألفين هذه الهيئة وستسعدين بها، فقط تذكري أنها هدي نبيك، وأنها هدي من سبقه من الأنبياء والمرسلين، وأنها سمت الصَّالحين من عباد الله على مدار القرون.
أما نصيحتك لزوجك فمنها ما هو صحيح، ومنها ما يحتاج إلى ضبط، نعم إن عليه أن يعنى بالتدين مظهرًا وجوهرًا وليس مظهرًا فحسب، وإن عليه أن يذهب إلى المسجد ما دام يسمع النداء، ولا يجوز له أن يؤخر الصلاة عن وقتها، فكل ذلك صحيح، ولكنه لا يتنافى مع إعفاء اللحية، بارك الله فيك، وألهمك رشدك. والله تعالى أعلى وأعلم.