أم زوجي تُحرِّضه عليَّ وتُنزل من قدري لكونه تزوَّجني وأنا مُطلَّقة، عقدنا العقد منذ سنة وهي ما زالت تُحرِّضه وتُزيِّن له بنات عماته وبنات خالاته بمثل قولها: لا أعلم ماذا حلَّ بك تترك الأبكار وصغار السن ومتعلمات أكثر….
علمًا أنني تعرفت على ابنها وأنا في الخامسة والعشرين من العمر، وكونه لم يكن جاهزًا للزَّواج ماديًّا مما جعلني أنتظره إلى أن صار عمري سبعًا وعشرين سنة ونصفًا، ومستواي جامعي، وأنا على قدر كبير من الجمال والعفة ولله الحمد، لكنها تتعبني لأنني أصبحت أحس بتأثيرها على زوجي الذي يحبني من كلِّ قلبه، ومُتمسِّك بي، وقد أصبح من وقت لآخر يتباهى بقريباته وأنه يستحق أفضل بطريقة غير مباشرة، مثل: «ما بنقول كثرة الزن على الودان تخلي الواحد يفقد صوابه».
أنا قريبًا سأنتقل لبيتي مع حماتي، بصراحة أنا خائفة أن تخرب حياتي وتُغيِّر زوجي علي، هذا لا يتركني أحس بالأمان والطُّمأنينة، خصوصًا في موضوع إنجاب أطفال لماذا النَّاس تحسد بعضها وتنسى أن اللهَ مطلع؟
علمًا بأنني تقدَّم لي أشخاص أولاد حلال كثرٌ ومن كبار الشَّخصيات لكنني رفضت وتمسَّكت بزوجي، أعني ما قبل زواجي به، ماذا أفعل؟ أنا تعبت من تصرُّفاتها وسخريتها وتقليلها من قيمتي في عين زوجي، أخاف أن يُخرَب بيتي!
أحيانًا أود أن أقول لها أن تَكُفَّ؛ لأن اللهَ وليُّ من لا ولي له، لكني أتراجع وأصمت، علمًا أنها تعلم أني يتيمة الأبوين لكنها تؤذيني هي وابنتها الأكبر مني سنًّا والله يشهد أني لا أعاملهما إلا بكل خير ولا أُكِنُّ لهما إلا المحبة في الله والاحترام. سوف أعتبر فتواك كوالد لابنته. وجزاك الله عني كل الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا أجد ما أنصحك به إلا الصبر والتقوى، فقد قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ [آل عمران: 120]
فَوِّضي يا بنيتي أمرك إلى الله عز وجل ، وتوكَّلي على الله في الآخرة والأولى، ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: 3]، واعلمي أن الأمة لو اجتمعت على أن تضرك بشيء لن تضرك إلا بشيء قد كتبه الله عليك(1)! ولا مانع من أن تفضي إلى زوجك بمثل هذه الهواجس وأن تأتمري بينك وبينه فيها بمعروف. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (1/293) حديث (2669)، والترمذي في كتاب «صفة القيامة والرقائق والورع» باب «ما جاء في صفة أواني الحوض» حديث (2516)، من حديث ابن عباس ب قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فقال: «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ الله يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بالله، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَـمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ». وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»، وصححه الألباني في «مشكاة المصابيح» حديث (5302).