تقدم لإحدى صديقاتي ابن خالتها لخطبتها واتفقا الاثنان على إقامة فرح إسلامي، وعندما أخبرَا أسرتيهما وجدَا نقدًا شديدًا ورفضًا تامًّا لدرجة أنه تم تأجيل الفرح لمدة شهرين بسبب ذلك الموضوع، وتمت الخطبة كخطبة الجاهلية وسط الأغاني والاختلاط. وبعد ذلك اتفقت صديقتي وخطيبها على أن تنتَقِب ورفضتْ أيضًا الأسرتان فهما بين رفض تامٍّ ورفض لعدم رؤية خطيبها لها بالنقاب أثناء فترة الخطبة، فأخبرَتْها إحدى صديقاتها أن تنتقب وتظهر أمام خطيبها بوجهها لتقليل الإثم عنها، فواحد يراها خيرٌ مِن أن يراها كلُّ الناس، فهل يجوز ذلك؟ وماذا تستطيع هي أن تفعل؟ جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
النقاب قضية مُختَلَفٌ في وجوبها بين أهل العلم، فمنهم من قال بوجوبه، ومنهم من قال بندبه، فهو ليس من قواطع الشَّريعة ومُحْكَمَاتها، والحَل الذي تفضلت بإيراده إحدى صديقاتها يسوغ في الجملة بناءً على قاعدة: ما لا يُدرَك كلُّه لا يُتْرَك جُلُّه، والميسور لا يَسقُط بالمعسور، ولعل الله أن يجعلَ لها فرجًا ومخرجًا بالزواج القريب الذي تنتقل فيه ولايتُها إلى زوجها وترسو سفينةُ حياتها على مرفأ بإذن الله.
والله تعالى أعلى وأعلم.