أُريد أنا وزوجي الذَّهاب للعمرة، مع العلم بأننا ذهبنا من قبل، ونحن معنا مبلغ من المال فإذا ذهبنا للعمرة فلن يبق معنا أي مبلغ ندَّخره لأيِّ ظرف. فما هو التَّصرُّف الصَّحيح؟ هل نذهب للعمرة وربُّنا يرزق ويُخلف، أم ندَّخر المبلغ لأي ظرف طارئ؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فتابعوا بين الحجِّ والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذُّنوب كما ينفي الكِيرُ خَبَث الحديد(1)، وأنفقوا ولا تخشوا من ذي العرش إقلالًا(2)، وكونوا على يقينٍ بقوله تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ﴾ [سبأ: 39]. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
___________________
(1) ففي الحديث الذي أخرجه الترمذي في كتاب «الحج» باب «ما جاء في ثواب الحج والعمرة» حديث (810)، والنسائي في كتاب «مناسك الحج» باب «فضل المتابعة بين الحج والعمرة» حديث (2631) من حديث عبد الله رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله ﷺ: «تَابِعُوا بَيْنَ الْـحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْـحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الـْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الْـجَنَّةُ»، وقال الترمذي: «حديث حسن».
(2) ففي الحديث الذي أخرجه الطبراني في «الأوسط» (3/86) حديث (2572)، والبزار في «مسنده» (5/348) حديث (1978) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عيله وسلم دخل على بلالٍ فوجد عنده صبرًا من تمرٍ، فقال: «ما هذا يا بلال؟» فقال: تمر ادخرته لك. فقال: ««ويحَك يا بلال أما تخاف أن يكون له بخارٌ في النار؟! أنفق يا بلال ولا تخشَ من ذي العرش إقلالًا»». وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (10/241) وقال: «رواه البزار والطبراني وإسنادهما حسن».