أولًا: رزقنا الله بتوفيقه الحجَّ هذا العام، وقد قدمنا إلى مِنى ليلة عرفة، وقد سبقنا بعض الحجاج إلى عرفة بالليل ولم يكن لنا مكان إقامة، وكانت خيامهم فارغة، فقال أحد الإخوة: إن مِنًى مناخ من سبق. ولـمَّا لم يتضرر أحد من أصحاب الخيام فيُمكننا المبيت فيها إلى الصباح. علمًا بأنه من المعلوم أن هذه الخيام يدفع فيها المال للتخصيص، فما صحة قول الأخ؟ وجزاكم الله خيرًا.
ثانيًا: في اليوم الثاني من رمي الجمار كان الخوف شديدًا من التزاحم مع وجود بعض النساء، فوكلت كلُّ امرأة زوجها للرمي، فلما ذهبنا للرمي ورمينا عنهن جميعًا وجدناه سهلًا ميسرًا فاتصلنا بهنَّ لإعادة الرمي لكن قبل أن تصل النساء كان الغروب على وشك وكنا متعجلين ونخاف فوات الرحلة، فهل يجب على النساء شيء؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا ينبغي المبيت في هذه الخيام إلا إذا علمت بيقين أو غلبة ظن أن المشرفين عليها لا يمنعون من ذلك، لاسيما أن أصحاب هذه الخيام قد سبقوا إلى هذه الأماكن، وخصصوها لأناس بعينهم قد بذلوا أموالًا في سبيل هذا التخصيص، وربما وضعوا فيها أغراضًا شخصية لهم، فما كان ينبغي ذلك إلا عن طيب نفس من أصحاب هذه الخيام.
أما الرمي فالأصل أن المرأة ترمي عن نفسها، إلا إذا غلب على ظنها عجزها عن ذلك بسبب شدة الزحام، فتوكل حينئذ من يقوم عنها بذلك، ثم إذا تبين خطؤها في تقديرها وأنه كان بمقدورها أن ترمي فينبغي الرجوع إليها وإعلامها بذلك لتباشر شعيرة الرمي بنفسها، أما إذا عجزت عن ذلك بسبب خوف فوات الرفقة وضياع الرحلة فأرجو أن لا حرج في ذلك ما دام تقديرها الأول كان عن اجتهاد معتبر، وإن جبرت ذلك بدم على سبيل الاحتياط فهو أحوط وأبرأ للذمة. والله تعالى أعلى وأعلم.