زوجتي مُقبلة على التلقيح الاصطناعي، وإجراءات العلاج سوف تكون في رمضان. لقد شرحتم لنا في فتوى سابقة أن الأدوية التي ليس فيها أكل والمعطاة للمريض عن طريق الإبر جائزة إن شاء الله، لكن في اليوم الأخير للعلاج سيضطر المريض لأخذ أقراص عن طريق الفم، هذه الأقراص ليست فيها محتويات مغذية، لكن تأخذ عن طريق الفم وفي نهار رمضان.
وللإشارة، فتوقيت التلقيح الاصطناعي في رمضان ليس من اختيارنا، ليكن المصحة هي التي تنظم مواقيت العلاجات في إطار لائحة الانتظار تشمل أسماء المرضى. فما هو نظر الشريعة في هذا الأمر؟ جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأقراص العلاجية التي يتناولها المريض عن طريق الفم وتصل إلى جوفه مُفطرة، سواء أكانت تتضمن محتويات غذائية أم لم تكن، والأمر بالنسبة لزوجتك واسع والحمد لله؛ فقد جعلت الشريعة رخصة للمريض أن يفطر، وأن يقضي عدة من أيام أُخَر، وإذا كان لا يسعها أن تؤجل العملية إلى المساء فلا تضيق عليها في أمر جعل الله لها فيه سَعَة، وإن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه(1).
بارك الله فيك. والله تعالى أعلى وأعلم.
____________________
(1) أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (2/69) حديث (354)، والطبراني في «الكبير» (11/323) حديث (11880) من حديث ابن عباس ب، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (3/162) وقال: «رواه الطبراني في الكبير والبزار ورجال البزار ثقات».
وأخرجه البيهقي في «الكبرى» (3/140) حديث (5199) من حديث عبد الله بن عمر ب، وذكره النووي في «خلاصة الأحكام» (2/729) وقال: «رواه البيهقي بإسناد جيد».
وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (8/82) حديث (8032)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (2/151) حديث (1079) من حديث عائشة ل، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (3/163) وقال: « رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن عبيد صاحب الخمر وهو ضعيف».
وأخرجه ابن أبي شيبة موقوفًا في «مصنفه» (5/317): حديث (26471) من قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بلفظه. وفي حديث (26473) من قول عبد الله بن عمر ب، وحديث (26474) من قول ابن عباس ب، بلفظ: «إن الله يحب أن تؤتى مياسره».
وأخرجه أحمد في «مسنده» (2/108) حديث (5866)، وابن خزيمة في «صحيحه» (2/73) حديث (950)، وابن حبان في «صحيحه» (6/451) حديث (2742)، والطبراني في «الأوسط» (5/275) حديث (5302)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3/403) حديث (3890) من حديث ابن عمر ب: بلفظ: «إِنَّ اللهَ يُحِبُ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كما يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ»، وذكره المنذري في «الترهيب والترغيب» (2/87) وقال: «رواه أحمد بإسناد صحيح والبزار والطبراني في الأوسط بإسناد حسن وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما».
