ماذا يجب أن يفعل من لم يَصُم شهرَ رمضان لعدة سنوات وكان يُفطر متعمدًا، وكان يفعل العادة السرية؟ أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن صيامَ رمضان ركنٌ من أركان الإسلام وفريضة من أعظم فرائضه، وترك المُكلَّف عمدًا للصيام من أعظم الكبائر، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى رِدَّته بذلك عن الإسلام، والواجب على مثله المبادرة إلى التوبة النصوح والإكثار من الأعمال الصالحات؛ فإن الحسنات يُذهبن السيئات(1)، وفي وجوب القضاء عليه خلاف بين أهل العلم، والذي عليه جماهيرهم هو وجوب الكفارة مع القضاء على مَن هَتَك حرمة صومه عمدًا بالجماع، ووجوب القضاء فقط على من هتك حرمته عمدًا ببقية الـمُفطرات.
ويُقدِّر الواجب عليه بما يغلب على ظنِّه مِن عدد ما فاته من أيام، فإن هذا هو الممكن والمتاح بالنسبة له، ولا يُكلِّف الله نفسًا إلا وُسعها(2)، ولا يلزمه التتابع في القضاء بل يقضي بما يتيسر له حتى لا يُبغِّض إلى نفسه التوبة.
ونسأل الله أن يرده إليه ردًّا جميلًا، وأن يتقبل توبته، وأن يغسل حوبته. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: 114]
(2) قال تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾ [البقرة: 286]