الذي لا يُسمِّي قبل الطعام يأكل معه الشَّيطان، والسُّؤال: أليس الشَّيطانُ محبوسًا في رمضان فكيف يأكل معه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد اختلف أهل العِلْمِ في معنى تصفيد الشياطين في رمضان على أقوالٍ، منها: أنهم لا يَخلُصون من افتتان المسلمين إلى ما يخلصون إليه في غيره، لاشتغالهم بالصيام الذي فيه قَمْعُ الشهوات وبقراءة القُرْآن والذكر. وقيل: إن الذين يُصفَّدون الـمَرَدة منهم وليس كلُّ الشياطين.
ومنها: أن هذا إشارةٌ إلى كثرة الثواب والعفو، وأن الشياطينَ يَقِلُّ إغواؤهم فيصيرون كالـمُصفَّدين.
ومنها: أن المقصودَ بالتصفيد تعجيزُهم عن الإغواء وتزيين الشهوات.
ومنها أن المقصودَ هو التضييق على القرين الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم، فيبقى غيره من الشياطين منطلقًا ومُسلَّطًا على إغواء الغافلين عن ذِكْر الله عز وجل ، وإن كانت قدرتهم على الإغواء في رمضان أضعف.
وأرجو أن يكونَ بهذا السرد قد اتَّضح المراد. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
