هل ورقة بن نوفل صحابي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الظاهر أن ورقة بن نوفل ليس بصحابي؛ لأنه آمن قبل أن يدعو الرسول ﷺ إلى الإسلام، والصحابي هو من لقي رسول الله مسلمًا ومات على الإسلام، أي لقيه بعد البعثة ومات على الإسلام، علمًا بأن هناك من العلماء من يرى أنه صحابي مثل الطبري وابن قانع وابن السكـن والحافظ العراقي وغيرهم.
فعن عائشة ل قالت: … فانطلقَتْ به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العُزَّى ابن عم خديجة، وكان امرًا قد تنصَّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عَمِي، فقالت له خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يابن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله ﷺ خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعًا، ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك. فقال رسول الله ﷺ: «أوَمُخْرِجِيَّ هم؟!» قال: نعم، لم يأت رجل قطُّ بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرْك نصرًا مؤزَّرًا. ثم لم ينشَب ورقة أن توفي، وفتر الوحي. متفق عليه(1).
قال الحافظ ابن كثير: «وقوله: (ثم لم ينشب ورقة أن توفي) أي توفي بعد هذه القصة بقليل : ورضي عنه، فإن مثل هذا الذي صدر عنه تصديق بما وَجَد، وإيمان بما حصل من الوحي، ونية صالحة للمستقبل»(2). اهـ.
وقال ابن حجر: «فهذا ظاهره أنه أقرَّ بنبوته، ولكنه مات قبل أن يدعو رسول الله ﷺ الناس إلى الإسلام»(3).اهـ. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «الإيمان» باب «بدء الوحي» حديث (3)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ » حديث (160).
(2) «البداية والنهاية» (3/9).
(3) «الإصابة في تمييز الصحابة» (6 /607).