أسأل الله سبحانه أن يبارك لفضيلتكم على ما تبذوله من جهد طيب في هذا الموقع الطيب النافع.
وسؤالي: حدث حوار بيني وبين والدي، وغضب مني حيث قال لي: أختك سوف تذهب إلى كندا مع أولادها الصغار، وزوجها يعمل في المملكة طبيبًا، وهي معه، ولكن هي تسافر إلى كندا وتمكث ثلاث سنوات وزوجها يأتي إليها كل ستة شهور، ويمده ماديًّا ليوفروا تعليمًا وحياة كريمة للأولاد الصغار.
فقلت له: هذا لا يجوز شرعًا، وهي عرضة للخطر، ومعها أولادها الصغار. فقال لي: أنا بعرفك فقط، ولم أطلب رأيك.
فقلت له: وأنا ما ينفعش أسمع كلام خطأ وأسكت.
فقالى لي: لا تفرض رأيك، ولم أطلبه منك.
فقلت له: أنا لا أفرض رأيي ولا ألزم به أحدًا، فلها زوج، وهناك في كندا عنصرية، وهي محجبة، فأخشى أن تؤذى، وهي وحدها.
فقال والدي: تفك الحجاب ضرورة.
فقلت له: لا تفتِ في الدين.
فقال: أنت تفتي.
فقلت له: أنا أنقل كلام العلماء.
فقال كلمة سيئة عليهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فهل كان ينبغي علي أن أصمت.
الله يرضى عنك يا دكتور صلاح، أجبني؛ لأن أبي يغضب مني كثيرًا، ويجرحني بكلام سيئ عندما أتحاور معه، خاصة في أمور الدين، مع العلم أنه هو الذي يفتح المواضيع وأتأذى كثيرًا من كلامه. أفيدوني أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد أحسنت يا بني في نصحك لوالدك وأختك، فإن مشروعية الإقامة خارج ديار الإسلام مرهونة بالقدرة على إقامة الدين والأمن من الفتنة فيه، وليس هناك ما يسوغ الذهاب إلى بلد يفتن فيه المرء في دينه، وتجبر فيه المرأة المسلمة على نزع حجابها، وتبقى بعيدة عن زوجها وأوليائها، وخاصة أن زوج أختك يعمل، ويعمل في دولة بترولية.
ولكن نوصيك بالرفق في عرض النصيحة والصبر على جفاء الوالد في استقبالها، وإذا نصحت يا بني فقد برئت ذمتك، وكل نفس بما كسبت رهينة. والله تعالى أعلى وأعلم.