هل قطع صلة الرحم حرام؟ لأنني قطعتها؛ مع العِلْمِ أنني أصل أغلب أقاربي من ناحية أخرى؛ لأنهم تسبَّبوا في كثير من المشاكل بيني وبين إخوتي وأمي وأخذوا منا مالًا وحسبنا الله ونعم الوكيل.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
صلة الرحم من الواجبات الشَّرْعية، وقطيعتها من الإثم البين، وهي سبب من أسباب البركة في العمر والرزق، فـ «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ أَوْ يُنْسَأَ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».
وقد قال ربُّنا للرحم لمَّا لاذت به وقالت له: هذا مقام العائذ بك من القطيعة: «أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ»(1).
واعلم أيُّها السَّائل الكريم أنه ليس الواصل بالمكافئ، بل الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها، واذكر قصة ذلك الرَّجُل الذي جاء إلى النَّبيِّ ﷺ وقال له: لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأُحسن إليهم ويسيئون إليَّ؟ فقال: «إِنْ كُنْتَ كَمَا تَقُولُ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْـمَلَّ- أي: الرماد الحار- وَلَا يَزَالُ لَكَ مِنَ الله عَلَيْهِمْ ظَهِيرٌ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ».
وأسأل الله أن يربط على قلبك وأن يصرف عنك سوء أرحامك، وأن يرزقك صلتهم، وأن يتقبَّل ذلك منك بقبول حسن. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «تفسير القرآن» باب « ﴿وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾ [محمد: 22]» حديث (4832)، ومسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «صلة الرحم وتحريم قطيعتها» حديث (2554)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .