شيوخنا الأفاضل، في حقيقة الأمر عندي لكم سؤال احترت في أمره كثيرًا، الأمر الذي دعاني للكتابة إليكم لأحصل على الحكم الشرعي الصحيح في قضيتي التي تتلخص في: حكم الشرع في كيفية التعامل مع إخوتي على غرار سوء تعاملهم معي واستغلالهم لي من حيث المادة استغلالًا شديدًا، حتى وصل الأمر بأحدهم أن سرق مني مبلغًا من المال كنت لا أملك غيره في ذلك الوقت، فهل أناس بهذه المواصفات أكون آثمًا إن تجنَّبتهم في علاقتي بهم، أقصد قطع الصلة فيما بيني وبينهم؟ وجزاكم الله عنا كلَّ خيرٍ.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فأسأل الله أن يجعلك ممن يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب.
واعلم يا بني أنه ليس الواصل بالمكافئ، وإنما الواصل من إذا قُطعت رحمه وصلها. وقد جاء رجل إلى نبيك ﷺ فقال: يا رسول الله، لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأُحسن إليهم ويُسيئون إليَّ؟ فقال: «إِنْ كُنْتَ كَمَا تَقُولُ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ المَلَّ، وَلَا يَزَالُ لَكَ مِنَ الله عَلَيْهِمْ ظَهِيرٌ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ».
فاصبر يا بني على رحمك، ولا تقطع صلتك عنهم، وتوقع من رحمات ربك وفيوضاته ما لم يكن يخطر لك على بال. والله تعالى أعلى وأعلم.