ما هو حكم قراءة القرآن الكريم بدون تجويد؟ أعني: من غير القلقلة والمد وما شابه ذلك والاكتفاء بالتشكيل فقط. وهل واجبٌ وفرضٌ قراءةُ القرآن الكريم بالتجويد أم هو سنة فقط ولن يتم الحساب عليها؟ ولكم جزيل الشكر والاحترام.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن قراءة القرآن بالتجويد واجبة في الصلاة وفي غيرها، فمن أحسن القراءة على النحو الذي يُعرف في علم التجويد فلا يلزم العلم النظري بأحكام هذا العلم؛ لأن المقصود من العلم هو العمل، ويدل لذلك قول الله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ [المزمل: 4]، وقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ [البقرة: 121].
وقد فسَّر علي رضي الله عنه الترتيلَ بتجويد الحروف ومعرفة الوقوف، وقد نهى ابن مسعود أن يُقرأ القرآن كهَذِّ الشعر(1)، وفسَّر ابن حجر الهذَّ بالإسراع المُفرِط بحيث يُخفي كثيرًا من الحروف أو لا تخرج من مخارجها، وهذا هو المسمى عند أهل القرآن باللحن الخفي، وهو محرم، وأما الإسراع بالقراءة مع مراعاة أحكام التجويد الذي يسمى بالحدر فهو جائز عند أهل العلم. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «فضائل القرآن» باب «الترتيل في القراءة» حديث (5043)، ومسلم في كتاب «صلاة المسافرين وقصرها» باب «ترتيل القرآن واجتناب الهذِّ وهو الإفراط» حديث (822).