دار حوار بيني وبين أحد الإخوة حول صيام يوم عرفة، وقال لي: إن من صام يوم عرفة- دليل على أنه يعيش تلك السنة. واستدل بحديث النبي صلوات ربي وسلامه عليه أن صيام يوم عرفة يُكفِّر سنةً ماضية وسنة مقبلة(1)، فهذا دليل على أن من صام يوم عرفة سيعيش إلى عرفة القادم. فهل هذا صحيح؟ بارك الله فيكم.
______________
(1) أخرجه مسلم في كتاب «الصيام» باب «استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء والاثنين والخميس» حديث (1162) من حديث أبي قتادة الأنصاري . وفيه: وسئل عن صوم يوم عرفة فقال: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْـمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ».
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا أعرف أحدًا ممن يُنقل عنهم العلم سبق إلى هذا الفهم، وظاهر الحديث أن من عاش إلى السنة القادمة كفَّر الله عنه سيئاتها، ولكنه لا يضمن العيش إلى العام القادم بالضرورة؛ لأنه قد ثبت بالأدلة الصحيحة أن الآجال غيب من الغيوب، تفرَّد الله بعلمها، ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان: 34]. والله تعالى أعلى وأعلم.