صليت صلاة الاستخارة في أمر وسمعت أحدًا يقول لي في منامي: إن هذا الأمر لا يقودك إلى خير! ولم أعمل بما سمعت وواصلت في الأمر إلى أن تم. هل على ذنب لأنني لم أعمل بما سمعت في منامي؟ وكيف أتوب إلى الله تعالى لأنني أحس بتأنيب ضمير من هذا الأمر؟ جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الأصل أن يحرص المسلم في أموره كلها على أن يجمع بين استخارة الخالق، واستشارة المخلوق، فعن جابرٍ ب قال: كان رسول الله ﷺ يعلِّم أصحابَه الاستخارةَ في الأمور كلها كما يعلم السورة من القرآن. وفي المأثور: ما خاب مَن استخار، ولا ندم مَن استشار.
ثم يمضي المسلم بعد ذلك لما يشرح الله صدره له، فإن كان خيرًا يسَّره الله تعالى وإن كان شرًّا صرَفَه، ولا ينبغي لمن استخار ربَّه في أمر من الأمور ثم نهج له فيه نهج واضح أن يخالفَه، فمَن أصرَّ على المخالفة ثم وقع له ما يكره فلا يلومَنَّ إلا نفسَه، وعلى كل حالٍ يبقى باب التوبة مفتوحًا على مِصراعيه لا يملك بشرٌ أن يغلقه وقد فتحه الله تعالى فاصْدُق اللجوء إلى الله تعالى وأَكثِر من الدعاء أن يصرِفَ عنك السوء وأن يتجاوزَ عنك وأن يغفر لك هذا التقصير بفضله ومَنِّهِ فهو أهل التقوى وأهل المغفرة، والله تعالى أعلى وأعلم.