ما معنى الحديث القائل: «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ»؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
هذا الحديث رواه الإمام مالك وأحمد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ»(1)، وهو أصل عظيم من أصول الأدب، بل هو جماع كل أدب وفضيلة.
والمقصود أن القضية التي لا يترتب عليها عمل ولا تعينك في أمر دينك ينبغي ألا تشغل نفسك بها وأن تصون لسانك عن التخوض فيها، خاصة إذا تضمن الاشتغال بها تتبعًا للعورات والتماسًا للعثرات، فإن «مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ»(2). هذا وإن الأعمار قصيرة فلا يجوز إهدارها في مثل هذه الصوارف. والله تعالى أعلى وأعلم.
___________________
(1) أخرجه مالك في «موطئه» (2/903) حديث (1604)، وأحمد في «مسنده» (1/201) حديث (1737)، والطبراني في «الكبير» (3/128) حديث (2886)، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/18) وقال: «رجال أحمد والكبير ثقات».
(2) أخرجه الترمذي في كتاب «البر والصلة» باب «ما جاء في تعظيم المؤمن» حديث (2032) من حديث ابن عمر ب، وذكره الألباني في «صحيح وضعيف الترغيب والترهيب» حديث (2339) وقال: «حسن صحيح».